مستقبل مجهول للقارئين في قطاع الكتب الصوتية بسبب الذكاء الاصطناعي
مستقبل مجهول للقارئين في قطاع الكتب الصوتية بسبب الذكاء الاصطناعي
أصبح استخدام التكنولوجيا الحديثة في إنتاج الكتب الصوتية من أبرز الاتجاهات التي تسيطر على صناعة النشر العالمية، وهو ما برز بوضوح في مهرجان باريس للكتاب في أبريل 2025.
ومع تكاليف إنتاج الكتب الصوتية التي تتزايد بشكل ملحوظ، خاصة في حال كان القارئ هو أحد الشخصيات المشهورة أو الكاتب نفسه، بدأت شركات عديدة في البحث عن طرق مبتكرة لجعل هذه التجربة أكثر تكلفة ومرونة، بحسب ما ذكرت وكالة "فرانس برس"، الجمعة.
ومن بين هذه الطرق، استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في استنساخ الأصوات البشرية.
استنساخ الصوت البشري
قامت شركة "ليبرينوفا" الفرنسية الرائدة في مجال النشر الذاتي بتطوير تقنية تتيح استنساخ الصوت البشري بشكل يحاكي الواقع بشكل دقيق.
ولا تقتصر هذه التكنولوجيا على قراءة النصوص من قبل الذكاء الاصطناعي، بل تسعى لإعطاء الكتب الصوتية طابعًا أكثر إنسانية، حيث يُطلب من المؤلف تسجيل جزء صغير من الكتاب بصوته، ومن ثم يتولى الذكاء الاصطناعي استكمال القراءة باستخدام الصوت نفسه، مما يضمن تجربة مميزة للمستمع.
وأعلنت منصة "سبوتيفاي" للبث التدفقي عن استثمار مليون يورو في إنتاج الكتب الصوتية التي يتم قراءتها بواسطة أصوات اصطناعية.
تُعَرف الشركة هذا النوع من التكنولوجيا على أنه أداة لتحسين جودة الكتب الصوتية مع تقليل تكاليف الإنتاج، ما يسهم في توافر مزيد من الكتب باللغات المختلفة.
ومع هذا التقدم، يؤكد المسؤولون في "سبوتيفاي" أن المستخدمين سيكونون على دراية بمن يقرأ لهم، سواء كان إنسانًا أو صوتًا اصطناعيًا، ما يعزز من الشفافية.
الكتابة الصوتية والمستقبل
على الرغم من التقدم الملحوظ في التكنولوجيا، لا يزال هناك تحفظات بشأن جودة السرد باستخدام الذكاء الاصطناعي، ففي حين لا يخطئ الصوت الاصطناعي في نطق الكلمات ولا يتلعثم، يظل هناك جانب إنساني في قراءة النصوص يفتقر إليه هذا النوع من التكنولوجيا.
وأشار بعض المؤلفين إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع نقل المشاعر والتعبيرات الدقيقة التي تظهر في السرد القصصي البشري، مثل الانزعاج أو البكاء، وهو ما قد يجعل الكتاب الصوتي رتيبًا على المدى الطويل.
وبحسب "أوديبل" أكبر منصة للكتب الصوتية التابعة لشركة أمازون، كان في الماضي يتم استخدام الصوت الاصطناعي في تسجيل الكتب الصوتية، لكن تفضيل الصوت البشري قد ساد بشكل أكبر لما يضفيه من طابع إنساني وتفاعل مع المستمع.
مشاعر الشخصيات
وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها التكنولوجيا في بعض الجوانب، مثل التعبير عن مشاعر الشخصيات، فإن التوقعات تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي في مجال الكتب الصوتية سيستمر في التطور ليعطي المستمعين تجربة أقرب إلى الواقع.
وفي النهاية، تبقى صناعة الكتب الصوتية في مرحلة انتقالية من حيث التكنولوجيا والابتكار، في حين أن الصوت الاصطناعي يوفر بديلاً عمليًا واقتصاديًا، إلا أن السؤال يبقى قائمًا حول ما إذا كان يمكن لهذا النوع من السرد أن يحقق نفس التأثير العاطفي الذي يقدمه الصوت البشري.
ومع استمرار التجارب في هذا المجال، من المتوقع أن تتحقق المزيد من التحسينات التي تجعل هذه التكنولوجيا أكثر إنسانية وواقعية في المستقبل القريب.